احدث علاج لتاخر النطق عند الاطفال
عندما نرزق بطفل نتمني أن يتكلم معنا منذ اللحظة الأولي ولكن هذا مستحيل
ويظل يداعبنا الحلم متي سيتكلم وما هي أولي كلماته عندما يبدأ الطفل
بالهمهمة إلي أن يتكلم ونظل نردد كلامه المضحك
ونستمتع بتعثره في نطق كلمة صعبة النطق ولكن الحال مختلف تماما مع أب وأم
يعاني طفلهما من مشكلة في التخاطب ربما يصابان بالإحباط فينعكس ذلك علي
علاج الطفل ولكن ليست كل مشاكل التخاطب معقدة وصعبة الحل إنما بعضها يمكن
علاجه علي حسب الحالة وقد زادت حتي أن مراكز التخاطب تعج بالأطفال الأمر
الذي يدعو للتأمل لماذا زاد الأمر ولماذا لم نكن نسمع عن هذه المشكلة من
قبل ولكن تغير نمط الحياة والضغوط النفسية التي تتعرض لها الأسر وكذلك
التقدم التكنولوجي وراء تفاقم هذه المشكلة بهذا الشكل بحثنا عن الأسباب
وطرق العلاج.
تحكي مروة عادل السيد محمود اخصائية تربية خاصة وتخاطب: قمت بعلاج عدة
حالات مثل حالة معاذ 6 سنوات كان لديه خلل في ضمير الملكية والمخاطب
والمذكر والمؤنث بأن يقول شربت العصير بتاعه وهنا قمت بتعليم الطفل المذكر
والمؤنث بالنسبة للصفات والأفعال ثم اعلمه ضمير الملكية من خلال جمل حوارية
بالصور علي أن تكون الكلمات الناقصة تركز علي أخطائه في الكلام وعلي الطفل
أن يكمل الكلمات الناقصة.
وحالة محمود عمره 5 سنوات كان لديه تأخر لغوي ومشكلته الإجابة عن الاسئلة
التي تتعلق بالزمان فعندما سألته متي تناولت طعام الفطور كانت إجابته فطرت
بيض. وهنا بدأت أعرفه الأوقات والصبح والليل والأزمنة وادخال كلمات قبل
وبعد الحوار وأمس وغدا.
أما الطفل مهند 4 سنوات فيتعرف علي الأشياء ولا يتكلم والسبب انه لايمضغ
حتي الآن فقد كانت أمه تقوم بهرس الطعام له وكان علاجه بأن قمت بعمل
تدريبات للفم والفكين والشفاه وإعطائه كلمات من مقطعين ثم 3 و4 وجمل بسيطة
من كلمتين ثم جمل مركبة.
والطفلة مريم 3 سنوات شق سقف الحلق كامل مع تأخر عقلي بسيط وبعد إجراء
العمليات اللازمة قمت بإخراج الصوت ثم التعرف علي الأشياء ثم الجمل البسيطة
ثم الضمائر وأدوات الربط والأزمنة إلي أن نصل إلي قصة قصيرة.
وتؤكد مروة عادل أن مشاكل التخاطب كثيرة لدي الأطفال ولكن كيف تعرف الأسرة
أن طفلها لديه مشكلات في التخاطب وأولاها مشكلة التأخر اللغوي فالطفل
المتأخر لغويا له سمات منها محدودية الكلمات وعدم النضج فيها وعدم سرد ما
يحصل ورفض الكلام وهناك سمات نفسية واجتماعية منها الإحباط والشعور بالذنب
والعدوانية أو الانعزالية والقلق وكذلك اختيار أصدقاء من عمره وعلي الأسرة
أن تبدأ في تقييم الأداء اللغوي من خلال قياس ثلاث نقاط الأولي اللغة
الداخلية للطفل وهي كيف يستخدم الطفل الأشياء وتوظيفه للشيء مثل أن يري
القلم فيكتب به أو أن يري النظارة فيقوم بوضعها علي عينه وليس أن يستخدم
الشيء في وظيفته ثانيا اللغة السلبية وهي تعتمد علي مدي استجابة الطفل
للأمر الموجه إليه عندما نعطي له أمرا هل يستجيب له أم لا مثل قف تعال
والطفل المتأخر يظهر وكأنه غير منتبه للأمر. ثالثا اللغة التعبيرية وهي كم
المفردات اللغوية التي يستخدمها الطفل وكيفية استخدامه لهذه المفردات
وتكوين جمل حوارية سليمة لا يوجد فيها خلل من حيث الضمائر وأساليب الربط
والجمع والمفرد والنفي وصيغة الأسئلة ومدي ملاءمتها لسنه وعمره الزمني فإذا
وجد خلل في بعض أو كل هذه الأشياء يقوم المعالج بالتركيز عليها وعمل جمل
حوارية تعالج هذه الأشياء. وهناك عدة أسباب للتأخر اللغوي لدي الأطفال منها
التأخر العقلي وضعف الانتباه وفرط الحركة والتوحد وعدم اكتمال اللغة
السليمة والداخلية عند الأطفال وكذلك أكل الطفل للأشياء المهروسة وعدم
اكتمال عضلات الفم ثم تنفس الطفل من فمه وخطة علاج تأخر نمو اللغة تكون
كالتالي يجب ألا نضغط علي الطفل ويجب أن تفهم الأسرة أن فترة العلاج قد
تطول وأن يقترن بالأطفال من نفس العمر ويجب علي الأسرة أن تعلمه نفخ
الفقاعات والشفط والتصفير وتعليمه ضم الشفاه بوضع قطعة صغيرة من الشوكولاته
مثلا وتعليمه أن يضم شفتيه عليها وتقليد أصوات الحيوانات والمواصلات
والطيور للفت الانتباه وتدريبات اللسان (زغروته) والتحدث مع الطفل بكلام
بسيط بجمل قصيرة تركز علي كلمات أساسية وهذا ما يخص دور الأسرة أما دور
المعالج التحكم في انتباه الطفل من خلال لعبه والتركيز تدريجيا علي أن يقلد
ما نفعله ثم تنمية الإدراك البصري والحركي وكذلك اللعب التمثيلي بإدخال
اللغة البسيطة من خلال اللعب مثلا العروسة شعر العروسة عين العروسة ومن
الضرورة تقليد الحركات أن نقول له ضع يدك فوق رأسك اركض برجلك افتح فمك
ولابد من استخدام الصور في التعرف علي الأشياء وأسمائها. ومن أهم أمراض
التخاطب ضعف السمع أمراض الصوت أمراض الكلام والتلعثم والثأثأة والحبسة
الكلامية
- ضعف السمع له أسباب وراثية قد تكون خطأ في تركيب الجينات أو
الكروموسومات وهناك أسباب مكتسبة أثناء الحمل مثل الحمي أو ارتفاع ضغط الدم
وتسمم الحمل وتعطي الأدوية وهناك أسباب أثناء الولادة كالولادة المتعثرة
وكذلك صغر وزن الجنين والتوائم عرضة لهذه المشكلة كذلك هناك أسباب بعد
الولادة مثل الصفراء وإصابة الرأس والتهابات الأذن الحادة وتعاطي ادوية
ضارة وتلفيات الجهاز العصبي وهذا النوع يتم علاجه دوائيا وبالعمليات أولا
ثم يأتي العلاج النفسي عن طريقة استخدام الشفاه بتعليم قراءة الشفاه
والتركيز علي مخارج الحروف والتحدث بنبرة صوت عالية واستخدام طريقة الوصف
بالتعبير الجسدي والوجه وإعطاء كلمة متشابهة في النطق وعلي الطفل التمييز
مثل نحلة ونخلة وعند سماع الطفل لنحلة يضع الكلمة علي الصورة التي تعبر
عنها وكذلك نخلة وكذلك جرس وفرس الخ.
- أمراض الصوت البحة الصوتية واحتباس الصوت وعلاجها يتم أولا بعلاج المرض
العضوي ثم إخراج الصوت في مقاطع بسيطة وإخراج أصوات وتكرار الجمل ثم الكلام
المسترسل والتنفس البطني السليم .
- أمراض الكلام: اللدغة في حروف س - ر- ك لكل حرف مخرج معين مثل طفل عنده
لدغة في حرف س علاجها بوضع اللسان خلف الأسنان السفلية مع الابتسامة
البسيطة مع إخراج هواء بين الأسنان والإحساس بهذا الهواء من خلال مطابقة
الأسنان السفلية بالعلوية وإخراج نفس من الفم ثم إعطاء كلمات يكون حرف س في
أولها ثم في وسطها ثم آخرها ثم مكررة في الكلمة ثم مكررة في جملة .
- التلعثم والثأثأة وعلاجهما الاسترخاء الكلامي وتخفيف الشعور بالاضطراب
وتمرينات الكلام الإيقاعي عن طريق حركات إيقاعية بالكلام أو اليد أو
التصفيق أو الصفير وكذلك النطق بالمضغ وتمرينات تنفس من البطن.
ولأن مشاكل التخاطب يتم اكتشافها لدي طبيب الأطفال يقول د. أحمد قشوع
إخصائي الأطفال إنه بالفعل طبيب الأطفال المتابع هو من يكتشف مشاكل التخاطب
ويقسمهم حسب سببها فمنها العضوي مثل اختلال في نمو الطفل أو الاطفال
المنغوليين أو ذوي الاحتياجات الخاصة وكذلك الأطفال الذين يعانون نقص
الأكسجين عند الولادة ثم هناك الأسباب النفسية. وهناك طرق من الممكن الكشف
عن أمراض التخاطب بها مبكرا مثل قياس السمع للأطفال المولودين حديثا مما
يتيح الفرصة لاكتشاف هذه الأمراض مبكرا وللأسف يتم عمل اختبار سمع للمواليد
وفي الكثير من دول العالم ولا يحدث في مصر وللأسف نعلم بمشاكل السمع لدي
الأطفال متأخرين بعض الشيء وقد نقوم بعمل أشعة علي المخ إذا كان الطفل قد
تعرض لنقص أكسجين بعد الولادة لأنه يكون لدينا شك في احتمال إصابة هذا
الطفل بمشاكل تخاطب فيما بعد. وهناك أعراض لمشاكل التخاطب تظهر مبكرا جدا
مثل مشكلة التوحد والذي قد يتم التأخر في اكتشافه ولكن كشفه المبكر يجعل
علاجه أسهل وقد يرجع الأمر لاستجابة الطفل للعلاج وهناك أسباب عضوية يكون
علاج مشاكل التخاطب فيها سهلا مثل التهاب الأذن الخارجية والوسطي وحتي
مشاكل الأذن الداخلية أصبح علاجها زرع قوقعة رغم تكلفتها العالية إلا أنه
يعالج المشكلة.
ونبدأ في تشخيص الحالة علي أنها تأخر لغوي وليس تأخرا في النطق لدي الطفل
في سن 18 شهرا فعندما يتم الطفل سنة ونصف السنة ولا يكون قد همهم بكلمات
فهنا نقر أن هذه حالة تأخر لغوي وليس تأخر نطق لأن هذه السن هي آخر مرحلة
في النمو العقلي للطفل الخاصة بالتخاطب فمثلا عندما يدخل الطفل الحضانة
بسبب نقص الأكسجين يسأل الأهل هو يصاب بأمراض التخاطب فلا نستطيع أن نجزم
إلا عند سن 18 شهرا. وهنا مشكلة مثل مشكلة التلعثم والثأثأة وهي مشكلة سهلة
يمكن علاجها ولكن لا نتحدث عنها قبل 4 إلي 5 سنوات لأنها ربما تكون طبيعية
في نطق الطفل حتي الرابعة إلي الخامسة. وعن الأغذية التي ربما تساعد علي
حل مشاكل التخاطب لدي الأطفال يؤكد د. أحمد قشوع أن الأغذية المحتوية علي
الأوميجا 3 وكذلك زيت السمك تساعد علي حل مشاكل التخاطب وأمور كثيرة مرتبطة
بالنمو العقلي للطفل لكن هناك بعض الأطفال يستجيبون عند إعطائهم أوميجا 3
بشكل جيد وسريع وبعضهم لايستجيب والأمر مرتبط بالعامل الوراثي.
وعن دور الأم يقول: ينبغي علي الأم أن تكون فعالة وتتحكم في سلوك الطفل
الذي يجلس لساعات طويلة امام التليفزيون والفيديو جيم والكمبيوتر ومؤخرا
الآي فون والآي باد وتعلق الأطفال الشديد بهذه الأشياء حتي أن هناك دراسة
أظهرت أن الأطفال الذين يتم حرمانهم من الآي فون والآي باد أصيبوا
بالاكتئاب وهم مازالوا في سن الرابعة. وعموما كل وسائل التكنولوجيا هذه
تسبب مشاكل نفسية من ضمن أعراضها أمراض التخاطب. ويجب علي الأم علي سبيل
المثال ألا تضرب الطفل قبل أن يبلغ 6 سنوات وحتي لو ضرب الطفل بعد سن 6
سنوات يكون الضرب بشكل معين بحيث يكون للتهذيب وليس للتعنيف وفي مصر
الأمهات يصرخن في وجه الطفل وهو لم يتجاوز الـ6 أشهر وهذا خطأ ينعكس علي
حالة الطفل النفسية وليس الضرب فحسب وإنما ضرورة المعاملة السوية للطفل
فعندما تحدث للطفل مشكلة تخاطب تعامل الأم معها بشيء خطأ قد يكون سببا في
تفاقمها رغم أن علاجها ربما يكون سهلا مثل مشكلة التلعثم والثأثأة فقد
تنتهي هذه المشاكل من تلقاء نفسها بدون علاج وإجبار الطفل علي نطق الحرف
بالشكل الصحيح وتعنيفه وضربه يحول المشكلة من بسيطة إلي معقدة وهنا لابد من
تدخل إخصائي تخاطب والعلاج النفسي وهذا الأمر قد لا يكون مقبولا عند بعض
الناس.. وعلي أي حال فبالنسبة لي أقوم بتحويل أقل من 20% من الحالات للطب
النفسي لأن كثيرا من مشاكل التخاطب يسهل التعامل معها وعلاجها من خلال
الرعاية الأولية من الوالدين.
منقول عن مجلة نصف الدنيا
شكرا جدا
ردحذف